ليشهد الله على محبتكم ..

بسم الله الرحمن الرحيم ..

والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين , نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد أيها الأحبة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
قرأت حديثا للمصطفى صلى الله عليه وسلم وأعتقد أنه في صحيح مسلم (‏أتى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏رجل فقال يا رسول الله ‏ ‏إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحلم عنهم فيجهلون علي وأحسن إليهم ويسيئون إلي فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن كان كما تقول لكأنما ‏‏ تسفهم ‏‏ المل ‏ ‏ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك)

ولا شك أن هذا الحديث يمثل منهجا وسلوكا على المسلم أن ينتهجه ويضعه نصب عينيه , فهذه الدنيا خلقت على كدر ولن تصفو لأحد , ولو صفت لكانت لخير الناس وخير البرية محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلوات والتسليم ..
فكيف بنا أيها الأخوة ؟!
فلا تعتقد أن كل من حولك يحملون نفس الفكر والرؤية نفسها للعلاقات الإنسانية ؛ لذلك وجب عليك أن تُعذِّر لإخوانك ..
فمنهم الذي قصُر فهمه , ومنهم الجاهل , ومنهم الذي غلبت عاطفته , ومنهم الضعيف الذي لايستطيع التعبير عن رأيه , فلزاما عليك أن تجعل تلك الاحتمالات نصب عينيك , فليس كل الناس بنفس تفكيرك , فاعذرهم , كما تود منهم أن يعذروك ..
يعني لو كل شخص أراد أن يتتبع زلة أخيه ويحملها مالا تحتمل لم يبق لك صديق وخليل ..
فبشار بن برد ذلك الضرير استطاع وصف ذلك الأمر وعلاجه بقوله :
إذا كنت في كل الأمور معاتبا ***صديقك لم تلق الذي تعاتبه
لست منظرا , ولست ممن يحمل أدوات البلاغة , ولست ممن يتراقص على الجراح , ولكن كلمات أحسست بحشرجتها في صدري , فلم أشأ منعها , فتركتها تخرج كيف شاءت ومتى شاءت دون تنميق وتزويق ..
ماأعرفه فقط أني محب لهذا الكيان , لهذه العائلة , رغم إدراكي أني أكثر الناس تقصيرا , لكني لم أشأ أن أشارك بتقصير الفعل والكلمة ...

نحن في أيام فاضلة , ويجب أن نستغلها في أعمال الخير , ولاأعتقد أن هناك قُربى لله خير من التقريب بين الأهل والأرحام والدعوة للتكاتف والدعاء فيما بيننا في ظهر الغيب , وأن نتجنب الغضب , فهو داء , دواءه عسر وصاحبه ضجِر, وليس هناك أشد من الندم , والندم غالبا نتيجة الغضب ...

أتمنى من الله العلي القدير أن يوفق الجميع وأن يجمعنا في جناته جنات النعيم , كما جمعنا في هذا المنتدى المبارك متحابين ...

جزاك الله خير وبارك الله فيك .

عسى الله يجمعنا على الخير دائما .